لم يكتب لجماهير فريق العاصمة الإسبانية ريال مدريد أن تتوج فرحتها بأداء فريقها المميز, بفوز يبقي لاعبي شوستر مرتاحين في المقدمة, بل كتب لجماهير فالنسيا أن تتواصل سعادتها, خصوصاً أن فريقها أسقط في غضون أقل من أسبوع قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال وبالنتيجة نفسها, إنما الأول في نصف نهائي الكأس والثاني في الدوري في الـ"برنابيو" بنتيجة 3-2, في لقاء عاصف مثير, جمع كل ما يمكن أن يطلبه مشاهد للاستمتاع بمباراة كرة قدم.
تقدم فالنسيا في الدقيقة 33 عبر دافيد فيا وعادل ريال في الدقيقة 35 عبر راؤول غونزاليس, الذي عاد وسجل هدف التقدم في الدقيقة 56 رافعاً رصيده إلى 15 هدفاً, ثم عاد فيا وعادل في الدقيقة 66, قبل أن يمنح آنخيل أريزماندي الفوز لفالنسيا في الدقيقة 89, وشهد اللقاء طرد المدافع البرتغالي لريال مدريد بيبي نتيجة بطاقتين صفراوتين.
قدم الفريقان شوطاً أولا ساخناً سريعاً ممتعاً, سنحت في خلاله العديد من الفرص للفريقين, نتيجة لأسلوب اللعب المنتهج, إذ هاجم ريال بضراوة فخلق لاعبوه من التكتيكات المتنوعة فرصاً عدة, شأن لاعبي فالنسيا المنظمين جداً والسريعين, والذين باعتمادهم على قطع كرات منافسهم بالدفاع الضاغط أحيانا والانطلاق بمرتدات قوية أربكوا خط الظهر المدريدي ومن ورائه إيكر كاسياس مرات عدة.
بعد نصف أول في الشوط الأول نشط بدنياً قليل الخطورة عملياً, استخلص في الدقيقة 33 لاعب الوسط المهاجم دافيد سيلفا الكرة من قدمي ساعد دفاع ريال, غوتي في نصف منطقة الفريق الأبيض, أي ريال, ومرر بسرعة تحليلية مميزة الكرة لدافيد فيا واضعاً إياه بمواجهة مباشرة مع كاسياس, حسمها الأول مانحاً فريقه التقدم 1-0.
رد تلامذة المدرب الألماني بيرند شوستر جاء سريعاً ومستحقاً ومنطقياً, حين عكس البرازيلي روبينيو النشط جداً من الجهة اليسرى عرضية متقنة لزميله راؤول غونزاليس المراقب بقوة من ألبيول إلا أن دهاء المخضرم المدريدي تفوق, فمنح برأسية ماكرة لا يفعلها إلا الكبار, من نقطة ضربة الجزاء تقريباً, فريقه التعادل 1-1, في ظل عجز الحارس الألماني الدولي المميز لفالنسيا تيمو هيلدربراند.
وفي ظل هدوء نسبي وحذر شهده الشوط الثاني في بدايته استفاق كل من شاهد المباراة على ماكرة أخرى من راؤول في الدقيقة 56, حين استلم الثعلب المخضرم أمامية أرضية من غوتي داخل المنطقة, فاستلم وصوب سريعاً يسارية أرضية زاحفة عجزت عنها ارتماءة الحارس هيلدربراند, فتقدم ريال 2-1.
أبى لاعبو المدرب الهولندي لفالنسيا رونالد كومان الرضوخ لتقدم مضيفهم, فانطلقوا في هجمات عدة أسفرت إحداها عن حصول اللاعب دافيد سيلفا لضربة جزاء, إثر عرقلة من المدافع البرتغالي بيبي في الدقيقة 66, فما كان من دافيد فيا إلا أن ترجم الفرصة لتصويبة خدعت كاسياس لتتعادل الأرقام مرة جديدة 2-2.
وبعد فرصة مجنونة لريال مدريد وقف أمامها الحارس الرائع هيلدبراند انطلقت النجوم البرتقالية, أي فالنسيا, في مرتدة سريعة, ميزتها السهولة والدقة, أسفرت عن انفراد لأريزماندي من يمين منطقة الجزاء نجح فيه بعد تصويبة أرضية بباطن القدم في خداع كاسياس كلياً بدهاء وحرفنة كرويتين, أسهمتا في اشتعال جبهة السباق على اللقب من جديد, بين حامله والتواق إليه بعد غياب لا يُعد طويلاً, إلا بعيون الكاتالونيين, -آخر لقب العام 2006-.