الزعيم
عدد الرسائل : 149 العمل/الترفيه : طالب تاريخ التسجيل : 19/05/2008
كروستي كروستي: 100
| موضوع: قضية سرقة... قصة قصيرة السبت مايو 24, 2008 2:30 pm | |
| قضية سرقة
كم كان يوماً مشئوماً بغيضاً ذلك اليوم الذي حاولت به سمارة أن تمزح مع صديقتها فتحولت المزحة الثقيلة هذه إلى قضية سرقة والذي جعلها تقسم ألّا تمازح بعدها أحداً أبداً. أرادت سمارة أن ترد مزحة هدى _صاحبتها المقربة_ وكانتا بعمر ال13 سنة ، فقد قامت هدى قبل أيام بأخذ قلم سمارة وجعلتها تبحث عنه هنا وهناك ثم ضحكت عليها وهي تعيده إليها وبهذا قررت سمارة أن تنتقم منها لأن الجميع ضحك على سمارة عندما كانت تبحث عن قلمها وهدى تشير لهم أن يكبتوا حقيقة إنها خبأته عندها .. وبهذا وفي اليوم الذي جاءت به هدى تفتخر بعلبة الألوان الجميلة وتضعها أمامها على الرحلة كي يبقى الجميع يسألها عن سعرها ومن أين اشترته قررت سمارة أن ترد المزحة بمزحة .. فما أن دق جرس الفرصة وخرجت هدى للشراء من حانوت المدرسة حتى استغلت سمارة الفرصة وخبأت علبة الألوان في حقيبتها ولحقت بهدى وتأكدت من عدم رؤية أي فتاة لما فعلت فهي لا تريد أن يعلم أحد بهذه المزحة كي تجعل هدى درسين أو ثلاثة تبحث عن علبة الألوان وكي تعلمها ألا تمزح معها وتضحك البقية عليها.عادتا إلى الصف معاً ومباشرة لاحظت هدى اختفاء علبة الألوان الجديدة وبدأت بالبحث وسمارة تتظاهر بالبحث معها إلى أن انتهت الفرصة ودخلت ست سوسن ، ظلت هدى متكدرة وهي تسأل أين اختفت وسمارة تضحك بسرها بأن خطتها تسير على ما يرام لكن ست سوسن أحست بأن الطالبات ليسوا على ما يرام وما أن سألت حتى وجدت ألف إجابة وكل طالبة تحاول أن يكون صوتها أعلى " ست ضاعت علبة ألوان هدى" " ست أكيد هناك من سرقتها" " ست أنا أيضاً ضاع مني قبل أيام قلمي الجديد" " وأنا أيضاً وضعت النقود في جيب حقيبتي وعندما عدت لم أجده" " ست بحثنا في كل مكان وهي علبة بألوان رائعة وإنها.." " البارحة اشتراها لي والدي ... سيضربني لأنه قال لا تأخذيها فقد تضيع منكِ" قالت هدى هذا وهي تبكي ... شيئاً فشيء صارت سمارة تشعر بأنها ورطت نفسها.. فلم يخطر في بالها أن يصل الأمر إلى إخبار ست سوسن بهذا ، كذلك كيف صارت زميلاتها يخبرن ست سوسن إن هناك سارقة في الصف، صارت تتطلع بعين مترقبة بالكل خوفاً من أن يتهموها وهي المعروفة بالصدق ومستحيل أن تسرق.. لم تعرف كيف تتصرف مع هذا الأمر خاصة إن ست سوسن قالت " سأذهب للمديرة لنرى كيف نتصرف بالأمر وقد نقوم بعملية تفتيش كي نعرف أين علبة الألوان" اصفر وجه سمارة وشعرت باضطراب شديد بعد أن ضيقوا عليها الخناق.. ست سوسن صارت تعطي الطالبات محاضرة في الأمانة وما هو عقاب السارق وكيف هي نظرة المجتمع إليه ..حتى كادت سمارة تصرخ في الكل لتقول " والله لم أسرق .. إنها مزحة" لكن من سيصدقها الآن؟؟ .. يظنون إنها تأثرت بالكلام وإنها تنوي أن تعيده بحجة مزحة كي لا يتهمونها بالسرقة ، ما العمل .. كانت تفكر بشكل سريع . توجهت ست سوسن للمديرة وخرج معها مجموعة من الطالبات كي يفهموها الأمر وكشاهدات على ما حصل لهذا صار الصف شبه فارغ إلا من طالبة هنا وأخرى هناك وبهذا وضعت سمارة علبة الألوان في تنورتها وحاولت أن تغطي الانتفاخ بقميصها الأبيض وذهبت مسرعة لا تعرف أين .. وجدت صديقة تعرفت عليها مرة وهي أكبر منها بعدة مراحل دراسية لهذا أخرجت علبة الألوان وذهب لتلك الصديقة وهي تقول " كيف حالك مريم .. هل رأيت علبة ألواني الجديدة؟" " الله .. ما أحلاها .. من أين اشتريتها؟" " لا اعرف .. بابا اشتراها لي..." هنا رن الجرس وبهذا على جميع الطالبات التوجه للصفوف فقالت سمارة " هل أعجبتك؟ أبقها عندكِ هذا الدرس وآخذها منكِ في الفرصة القادمة .. أنظري إلى ألوانها كم هي رائعة" وعادت مسرعة للصف قبل أن تعترض مريم
جاءت المديرة وهي تلقي عليهم محاضرة أخرى عن الأخلاق ، قامت بتفتيش جميع الحقائب وشعرت سمارة بالراحة إن جزء من المشكلة قد عدى على خير وبقي كيفية إعادة علبة الألوان لهدى دون أن يشتبهوا بها أو تعرض نفسها للاتهام هناك وطرق باب الصف .. فتحت ست سوسن الباب فظهرت مريم وهي تبتسم لسمارة فوقفت سمارة وكاد قلبها أن يتوقف ، بالتأكيد ستعيد لها علبة الألوان وبهذا سيظن الجميع إنهم امسكوها بالجرم المشهود فقالت في سرها " يا رب أنت تعرف إني لم انوي إلا المزاح .. يا رب رحمتك" " نعم .. ماذا تريدين؟" فقالت " عفواً ست ممكن كلمة على انفراد" فخرجت المدير ووقفتا قرب الصف والكل ينظر إليهما خاصة وإنهم رأوا علبة الألوان في يد مريم وعلامات التعجب على وجه المديرة فاحترقت أعصاب سمارة حتى كادت تعترف للمديرة بأنها هي من أخذت علبة الألوان لكنها كانت مزحة وفقط إلا إن المديرة ما أن دخلت الصف حتى قالت " يا بنات ... ما عاد هناك قضية سرقة فلقد ظهرت علبة الألوان" فقالت سمارة بصوت فرح وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح من على كاهلها " حقاً ؟" " نعم .. يبدو إن من أخذتها قد تندمت لفعلتها هذه وبهذا رمتها من النافذة وبينما تتجول الطالبة مريم من المرحلة السادسة وجدت علبة الألوان وجاءت لأقرب صف قد تعود له هذه العلبة" فرحت هدى وتنفست سمارة الصعداء لكنها لم تعرف سبب ما فعلته مريم وكيف عرفت إنها في ورطة بحيث جاءت لإنقاذها بهذه الفكرة الحلوة في الدرس الأخير استأذنت من المدرسة بحجة شرب الماء وذهبت لصف مريم كي لا تعرف زميلاتها أين ذهبت فيشكون بالأمر .طرقت الباب وأخبرت المدرسة أنها تريد مريم لأمر ضروري جداً .. جاءت مريم وهي تبتسم بحب لسمارة فبادرتها سمارة والدموع في عينيها " والله لم اسرقها... كنت أريد أن امزح فقط وفجأة ..." وضعت مريم يديها على كتفي سمارة وهي تقول " دون أن تحلفي ... أنا أعرفك جيداً ولهذا أحسست بتورطكِ بالأمر بلا قصد منكِ لأن كل المدرسة سمعت بخبر السرقة .. لهذا قلت في نفسي أن أنقذك ثم اسمع القصة منك .. ولا أريد رؤية دموعكِ مرة ثانية" هزت سمارة رأسها بالموافقة ووعدتها أن تروي لها القصة كاملة في اليوم التالي ... غسلت وجهها في المغاسل لتخفي الدموع وعادت هي تضحك مرتاحة إلى الصف بعد أن أقسمت مع نفسها ألا تمزح بعد اليوم مع أي كان
| |
|