FIGO
عدد الرسائل : 319 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 02/04/2008
كروستي كروستي: 100
| موضوع: هل نحن في زمن يسير بالمنطق المعكوس؟, بجد مهم الجمعة يونيو 27, 2008 4:11 am | |
| هذا المقال كتبه احد الكتاب بس عجبني و بجد بيناقش قضية مهمة اقروه وعايزة رايكم بصراحة
منذ بضعة أيام حكى لي صديقي قصة طريفة عن معاناته مع مادة الاقتصاد التي كانت مقررة عليه في المرحلة الجامعية. لقد كان صديقي هذا من المتفوقين ورغم ذلك رسب في مادة الاقتصاد مرتين. سألته عن السبب فقال لي أنه لم يكن يفهم نظرية السوق وتحديد الأسعار وفق العرض والطلب. فتعجبت فالأمر سهل عندما يزداد الطلب يرتفع السعر وعندما يقل الطلب ينخفض السعر. الأمر بسيط جداً فأجابني بقوله ولكنني كنت غبياً وفهمتها بالعكس. فاستغربت جداً وطلبت المزيد من الايضاح, فقال المنطقي هو أن ينخفض السعر عندما يزداد الطلب ويرتفع السعر عندما يقل الطلب لأن هذا ما يحقق مصلحة الجميع. هنا توقفت وبدأت أفكر. إنه محق فعندما يزداد الطلب فإن هذا معناه أن المزيد من السلعة سوف يباع وسوف تزداد الأرباح ومن المنطقي أن ينخفض السعر فأنا قادر على تحقيق نفس القدر من الأرباح بسعر منخفض من خلال زيادة المبيعات. وعلى العكس فعندما ينخفض الطلب تصبح الكمية المباعة قليلة وبالتالي نكون بحاجة لرفع السعر لتحقيق العائد المتوقع. ولكن… همم يبدو أنني أيضاً أصيبت بعدوى الغباء من صديقي .. لقد نسيت أننا في عالم لا يهتم الواحد فيه بمصالح الآخرين وإنما يهتم بنفسه ونفسه فقط ولذلك عندما يزداد الطلب فهذا معناه أنني يمكن أن احقق المزيد والمزيد من الأرباح من خلال استمرار استغلال حاجة الناس للسلعة وشيئاً فشيئاً أكبر وأكبر وأصبح أنا المسيطر على السوق والمحتكر للسلعة وهو ما يرفع الطلب أكثر على سلعتي ويعطيني فرصة أكبر لمزيد من الاستغلال والجشع ورفع الأسعار ومزيد من النمو. أما أولئك المساكين الصغار الذين يقل الطلب على سلعتهم بسبب قدرتي ونفوذي فإن سعر سلعتهم سينخفض أكثر وأكثر وتعظم خسارتهم مرة بعد أخرى حتى يعلنوا إفلاسهم ويخلوا السوق لي ويتعزز احتكاري له أكثر فأكثر. يالك من غبي يا صديقي. لماذا لم تفهم أن هذا النظام هو من وضع البشر ومن الطبيعي أن يعكس رغباتهم ونزواتهم وجشعهم لا أن يعكس تلك العواطف الحنونة التي تظهرها أنت نحو الآخرين. هل تريد من التاجر أن يتنازل عن كل هذا لأجل مصلحة شخص آخر بالله عليك اصمت قبل ن يتهمك الناس بالجنون. أنت في القرن 21 حيث لم يعد هناك مجال للبقاء سوى للأقوى.
وهنا توقفت عن الاسترسال في أفكاري ونظرت إليه وقلت له صدقني لم تكن غبياً ولكنه فصل آخر من مسرحية عالم مجنون يعيش بمنطق معكوس.
| |
|