بسم الله الرحمن الرحيم
السـلامـ عليكم و رحمـة الله و بركـاته
كثيرا ما نقـول أن " من الحب ما قتلــ " .. !
هل بـ الفعل الحب قادر على أن يقتـل ذلك الإنسان المعافى السليمـ .!
الجـواب نعم بإمكانه ذلك و بكل سهـولـة
في قصتنا هذه سـ نرى كيف أن الحب هو المجرم في هذه القضيـة
فـ لـ نبدأ
،،، !!
هذه القصة جرت أحداثها في بداية القرن الثالث عشر الهجري
فتــــاة و ابن عمهـــــا
منذ طفولتهما و هما يقضيان أوقاتهما مـع بعضهم البعـض
بين أرجاء قريتهم الصغيرة
حيث كانت براءة الطفولـة تسرح و تمرح هناكـ ..
و عندما كبرا و شب عودهما
قرر أب الشاب أن يزوج ابنه من ابنة أخيه
و بكل تأكيـــــد وافق كلا الطرفين على الزواج
دون أي تردد
و وقتها .. كان موسم الحجـ على الأبواب
فقرر الشاب تأجيل الزواج بعد الحج
حيث كانت له رغبة في أن يحج في هذه السنة
ذهب الفتى مع ركب الحجاج على أكوار مطاياهم وقدر الله عليه فمات بعد أداء فريضة الحج
و حمل الركب على عاتقهم كيفية إيصال الخبر إلى تلك الفتاة العاشقـة
انقسموا إلى مجموعتين وبين وصول المجموعة الأولى والثانية حوالي ساعة وجعلوا مطيته مع المجموعة الثانية
حتى إذا وصلت المجموعة الأولى أخبروها أن خطيبها مع المجموعة الثانية مما قد يخفف وقع الصدمة عليها
لكن إحساسها كان أقوى من تصورهم وأدق من حساباتهم ، فعندما قيل لها إن خطيبك مع المجموعة الثانية
وقع الخبر عليها وقعا مؤلما وتوقعت أن به أمرا فلو كان على قيد الحياة لجاء مع المجموعة الأولى وذلك للاشتياق الذي تعرفه فيه
و كانت حينها بين نســــوة يطحن الحب على الرحى
فأنشدت :
عسى حرم ربي من الوبل يسقيه
.......................يرفع عنه ما يكرهون العبـادي
حيث إن زمل صويحبي باركن فيه
.....................مرحوم ياللي له هوينا الحـدادي
من أولن ما هو ببالي ولا أطريه
......................واليوم ما له في ضميري ملادي
ثم سقطت على الأرض مغمي عليها فأسرعت النسوة برشها بالماء البارد حتى أفاقت ،
وجلست في مكانها حتى جاءت المجموعة الثانية ورأت فرس خطيبها.
ليس عليه أحد فتحققت من موته فجثت على مركب الرحى مرة ثانية ورفعت صوتها بالأبيات التالية :
عـلـم لـفـى عـن مـغـزل الـعـيـن شـنـاع
................نـقـض عـلـي الـلـي بـقـى مـن جـروحـي
حـلـلـت يـا زيـن الـحـلايــا والأطـبــاع
................حـلـن يـخـفـف عـنـك يــا روح روحــي
لـو هـو مـع الـحـيـيـن يـشـرى ويـنـبـاع
................لا أسـوق بــه مـالــي وأفــادي بـروحــي
مـير إنـهـم حـطـوه فـي صـحـصـح الـقـاع
................وحـطـوا عـلـى قـبـره رســوم تـلـوحــي
ثــــم صعدت روحـها إلى بارئهـا
نسأل الله أن يرزقهم الجنــة و أن يجمعهما في الفردوس الأعلى